المشاريع الصغيرة تواجه خطر الاندثار… ما الحل؟

المشاريع الصغيرة تواجه خطر الاندثار… ما الحل؟

✍️ بقلم: الأستاذ سامر شنات – مدير شركة عدنان أوغلو للتجارة العامة

مع الغلاء الفاحش في أسعار المواد الأولية الصناعية، وتفتت رأس المال، وتدهور قيمة العملة، وازدياد معدلات التضخم، أصبحت المشاريع الصغيرة في مواجهة مباشرة مع خطر الاندثار والانهيار.

ففي ظل هذا الواقع الاقتصادي الصعب، نجد أن العديد من محلات البقالة والمتاجر الصغيرة أغلقت أبوابها، في الوقت الذي استطاعت فيه سلاسل الأسواق الكبرى (الهايبر ماركت) أن تبقى صامدة، بل وتحقق أرباحًا متزايدة.

لماذا المشاريع الصغيرة أول المتضررين؟

  • لأنها تفتقر إلى رأس مال كبير يمكنه امتصاص الصدمات.
  • لأن هوامش الربح فيها صغيرة جدًا، وأي ارتفاع في التكاليف يؤدي مباشرة إلى الخسائر.
  • لأنها غالبًا ما تفتقر إلى أنظمة إدارة حديثة أو دعم تقني ومالي.
  • لأنها تعتمد على الطلب المحلي اليومي، الذي يتأثر سريعًا بأي تذبذب اقتصادي.

🔍 ما الحل للحفاظ على المشاريع الصغيرة؟

من خلال خبرتنا في المجال التجاري، نرى أن الحلول تكمن في عدة اتجاهات متوازية:

  1. التكتل والتعاون
    يجب أن تتبنى المشاريع الصغيرة مبدأ “القوة في الاتحاد”، من خلال إنشاء جمعيات تعاونية أو شبكات توزيع مشتركة تقلل التكاليف وتحسّن التفاوض مع الموردين.
  2. التحول الرقمي
    دخول المشاريع الصغيرة إلى عالم التجارة الإلكترونية أصبح ضرورة، وليس خيارًا. فالتسويق عبر الإنترنت، واستلام الطلبات إلكترونيًا، يمكن أن يوسع قاعدة العملاء دون الحاجة لتكاليف تشغيلية كبيرة.
  3. تبنّي سياسة التنوع في المنتجات والخدمات
    لا يكفي الاعتماد على صنف أو خدمة واحدة. التنوع المدروس يمكن أن يحمي المشروع من تقلبات السوق ويخلق مصادر دخل متعددة.
  4. المطالبة بالدعم الحكومي والمجتمعي
    على الحكومات والبلديات دعم هذه المشاريع من خلال:
    • تسهيلات ضريبية وتمويل منخفض الفائدة.
    • حملات توعية بأهمية دعم المشاريع المحلية.
    • تقديم تدريب مجاني على التسويق والإدارة.

كلمة أخيرة:

إن بقاء المشاريع الصغيرة ليس فقط مسألة اقتصادية، بل هو أمر يرتبط ببنية المجتمع واستقراره. فهي توفر فرص عمل، وتدعم الأسر، وتخلق دورة اقتصادية حقيقية داخل المجتمع.

ندعو جميع أصحاب القرار، والمستهلكين، والجهات الداعمة إلى الالتفات بجدية لهذا القطاع الحيوي، قبل أن يصبح مجرد ذكرى.

✍️ بقلم:
الأستاذ سامر شنات
مدير شركة عدنان أوغلو للتجارة العامة – غازي عنتاب

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *